دارفور الكيان والصمود

دارفور الكيان والصمود 

الفريق شرطة حقوقي (م)  د.  الطيب عبد الجليل حسين محمود - المحامي واستشاري القانون. 
(Eltayeb2hussein@gmail.com -  Eltayeb.hussein@yahoo.com)

----------------------------
 أحداث النزاع المسلح الجارية في ولاية الخرطوم منذ 15 ابريل 2023م من قوات الدعم السريع وقتئذ والمنحل حالياً، أوقع وأحدث أعمال وأفعال فظيعه ومؤلمة يندى لها الجبين، ولا يصدقها عقل إنسان القرن الحادي والعشرين، لما شهدته مدائن وضواحي ولاية الخرطوم من حوادث قتل وإغتصاب وتهجير قسري للمتوطنين في الخرطوم بإخراجهم من منازلهم، وإختطاف واختفاء لمفقودين، ونهب وإتلاف للممتلكات الخاصة والعامة. ولم تقف الأحداث في الخرطوم فحسب، إنما تمددت وإنتقلت لاقليم دارفور، وأخذت طابع عرقي وإثني في ولاية غرب دارفور(الجنينه)، حتى أن بعض الدوائر العالميه وصفت أحداث غرب دارفور أنها خارج العالم وأشبه باحداث يوم القيامة. وكذلك دارفور تعيش وتشهد احداث قتالية داميه في ولاية جنوب دارفور (نيالا) وفي شمال ولاية دارفور (الفاشر)، وإستقرار في ولاية شرق دارفور(الضعين). وحيث إقليم دارفور هي الحاضنة الاجتماعيه للفاعلين في مليشيا قوات الدعم السريع المنحلة بقرارات رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانيه، ولآثار تداعيات الأحداث على السودانيين، فإن العقل الجمعي السوداني،  أصبح وصار يرفض وجود مليشيا الدعم السريع في الحياة السياسيه والاجتماعيه للدولة السودانيه.
والمتتبع لما يجري في دارفور منذ عمليات أحداث النهب المسلح 1983م - 1989م، نتيجة الجفاف والتصحر الذي ضرب قارة أفريقيا عامة، وأثره على السودان بصفة خاصة بوقوع مجاعة طاحنه، لشح وندرة نزول الامطار. ومن ثم، احداث النزاع والصراع المسلح في دارفور خلال فترة تسعينات القرن الماضي ومطلع العشرينيات 1990م - 2017م، والتدخل الدولي الأممي في دارفور، لوقوع جرائم ضد الإنسانيه وجرائم ضد حقوق الإنسان، وتحريك إجراءات جنائية ضد مسئولين حكوميين من سلطة الثلاثين من يونيو 1989م مطلوبين أمام المحكمة الجنائية الدولية روما.
ما يحدث في دارفور من احداث ضد النفس والمال وضد الدوله، عزاه غالبية المهتمين والمختصين بأنه صراع حول الموارد، ومؤداه، نشوب نزاعات متعددة، اطرافها، الاهالي المزارعين المستقرين في بلدانهم الحيكورة من جهة، والرعاة المتنقلين بمواشييهم، بحثا عن الماء والكلأ من جهة أخرى.
ولكن بقراءة ونظر لما تطرحه بعض الحوارات الهادفه يتناولها أخوة عقلاء كرام من دارفور، متكلمين بآرائهم طرحاً لها من خلال فيديوهات وتسجيلات صوتيه عديده، مرئيات الحوارات تشير إلى فشل النخبة والصفوة الدارفوريه تجاه مجتمعاتهم المحليه، لأن النخبة والصفوة رصيد إضافي معرفي لمجتمعاتهم المحلية، ودورهم الطليعي هو الإسهام في بناء وتنمية مجتمعاتهم، برفع قدرات الوعي والتثقيف العام، لا البحث على السلطة والمال والنفوذ المحلي، باستحواز النخبه والصفوة على السلطة والمال، وبناء الزعامه المحليه على حساب المجتمع المحلي. والابتعاد الكلي عن المجتمع المحلي الدافوري بالتوطن الإغترابي بعيداً عن دارفور. 
وكذلك الحوارات الدارفورية طرحت مقارنات، تشير إلى ما تقوم به النخبة والصفوة النيلية لشمال وأواسط وشرق السودان(إشارة لهم بأولاد البحر وعيال دار صباح). وكيف نخبه وصفوة دار صباح وعيال البحر نجحت في بناء وتنمية ورفع قدرة توعية مجتمعهم المحلي، بتوظيف النخبه والصفوة لإمكانياتهم وقدراتهم الذاتيه المحلية في إسناد ودعم مؤسسات التعليم والصحة، وتقديم الدعم والتكافل الأسري والعائلي للشرائح الضعيفه في المجتمع المحلي، وارتباط نخبة وصفوة دار صباح المتصل بمجتمعاتهم المحلية. والقدرة في مواجهة مخاطر وتهديدات مليشيا الدعم السريع المنحلة، نظرأً إلى أن عيال اولاد البحر ودار صباح نجحوا  في إستنفار وتجهيز 600.000 مقاتل من أبنائهم الشباب موزعين ومرابطين في مجتمعاتهم المحلية. وإزاء ذلك، الاخوة الدارفويون المتكلمين، يتساءلون فيما بينهم في عامل سرعة وكيفية توحد عيال دار صباح وأولاد البحر في مواجهة مليشيا الدعم السريع المنحله؟ وتساؤلاتهم عن سبب وعوامل حالة التعايش السلمي والإنصهار لأعراق الشماليين وأهل السودان الأوسط والشرقي؟ والمتكلمون الدارفوريون يتساءلون في ما هي أسباب عجز وفشل توحد الدارفوريون 7.300.000 شخص (سبعة مليون وثلاثمائة ألف) لمواجهة مليشيا الدعم السريع المنحله؟ وكذلك يشيرون في حواراتهم، إلى سؤال، ما سبب حالة التشظي والتشرزم في دارفور التي تجمع كافة إثنيات وأعراق القبائل الدارفورية وحمائلهم العصبية وجميع عرقيات أهل السودان؟ وما أسباب عدم قدرة الدارفوريون على مواجهة مليشيا الدعم السريع المنحلة للتصدي لتهديداتها على إقليم دارفور وأهله؟ وتساؤلات الدارفوريون تطرح سؤال، لماذا تفشل وتعجز النخب والصفوة الدارفورية في تنمية ورفع قدرات مجتمعاتهم المحلية، رغماً من المشاركة في السلطة والحكم والوظائف التنفيذية والقضائية والتشريعية والعدلية والإدارية والجيش والشرطة والأمن، وتقلدهم المناصب والوظائف، سواء على مستوى الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية والولائية والمحلية على مستويات الحكم الأقرب للمواطن في الدولة السودانية رأسياً وأفقياً؟
 وللإجابه على التساؤلات المطروحة، نترك مساحة مقال لطرح مفهوم الرصيد الاضافي لمؤسسات بناء قدرات الافراد على المستوى المحلي وأثره على المستوى الكلي القومي للدولة.
فريق شرطة(حقوقي)
د. الطيب عبدالجليل حسين
(المحامي)
30/ 10/ 2023م

إرسال تعليق

أحدث أقدم

⭕ لمتابعة الحدث قبل حدوثه إنضم لشبكة ( قلوكب الاخبارية ) إنضمامك (لقلوكب نيوز) يعني أن تعرف أولاً :
✔️ للدخول في قروب التليجرام ومتابعة جميع الاخبار السياسية و الرياضية و الاقتصادية و التكنلوجية أضغط هنا 
♻️فضلا شارك الخبر ♻️

نموذج الاتصال