محمد الطيب عابدين
الخبير و إستشاري القانوني
*حكاوي القهاوي*
"""""""""""""""""""""""""""
يحتفل عشاق القهوة، في أنحاء العالم، بيوم القهوة العالمي في الأول من شهر أكتوبر من كل عام .
وشاركت المنظمة العالمية للقهوة التي أطلقت هذا اليوم، في هذه المناسبة، عبر حثّ مستهلكي القهوة في *المقاهي* أو مصنعي تلك المادة المرغوبة في جميع أنحاء العالم، على المساهمة بتحسين دخل المزارعين الذين هم المصدر الأساسي لتقديم تلك المادة للتجار وللمستهلكين .
*فما هو أصل كلمة القهوة ، و كلمة المقهى ؟* .
يرد إسم القهوة في اللغة العربية، أصلاً، للخمر، من القهو. وتجمع أمهات المعجمات العربية، على أن *الخمر سمّيت بالقهوة، كونها تُقهي شاربها عن الطعام، وتذهب بشهوته*. فيما تحدّد معجمات أخرى، القصد من الذهاب بالشهوة، *بمعنى الإشباع، أي أنها تقهي، بمعنى تُشبِع*.
وفيما الأصل، في كلمة القهوة للخمر، القهو، الإشباع، *فقد أُطلق هذا الاسم على (القهوة) التي نعرفها حالياً، وهي المشروب الناتج من حبوب البن بعد غليها بالماء*. ويورد ( *تاج العروس*) للزبيدي، رحلة انتقال هذا الاسم القهوة، : " *قلتُ، هذا هو الأصل في اللغة، ثم أطلقت على ما يشرب الآن من البُنّ لثمر شجرٍ باليمن، يُقلى على النار، قليلاً، ثم يدق ويغلى بالماء*". مع الإشارة إلى أن صاحب تاج العروس، كان من عشاق القهوة والبن اليمني، فألّف كتاباً بهذا الخصوص، يحمل إسم: ( *تحفة بني الزمن في حكم قهوة اليمن*) .
أما *مَقْهَى* : كلمة أصلها (مَقْهَى) في صورة مفرد مؤنث وجذرها (قهو) وجذعها (مقهى)، وتحليلها (ال + مقهى).
ومَقْهَى : مفرد لمصدر ميمي (مَقْهَى) في حال يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا والمشتق من الفعل (قَهِيَ) والذي جذره (قهي) .
و المقهى هو مكان صنع و بيع و إحتساء مشروب القهوة و المشروبات الساخنة الأخرى مثل الشاي ؛ و يسمى أيضاً غرفة القهوة
مَقْهًى coffee room في المنزل
مقهى Coffee shop حانوت القهوة ،
مقهى coffee house بيت القهوة .
*أشهر القهاوي في الخرطوم :*
لم تكن القهاوي في الخرطوم مجرد مكان لشرب القهوة و الشاي، بل كانت منبراً ثقافياً و إجتماعياً و أدبياً يختلف حسب مرتاديه من العمال و الموظفين ( الأفندية ) و المثقفين و الشعراء و الفنانين .
تعتبر *قهوة أبو زيد* بالخرطوم التي أسسها علي أبوزيد في العام 1905م، من أقدم المقاهي في الخرطوم.
كذلك ( *قهوة خباز*) التي كان يرتادها أساساً المثقفون والسياسيون .
*وقهوة المحطة الوسطى* التي كانت تابعة لشركة النور و الكهرباء ، وكان قد أجرها أحد الإغريق اسمه *الخواجة (ينين)* في عشرينيات القرن الماضي، وكان روادها المثقفون خاصة الذين يبحثون عن عمل حيث كانوا يكتبون طلبات التقديم للعمل في هذه القهوة ويقرأون الجرايد .
تقول الصُحافية *هالة نصر الله* : {{ يعود تاريخ *قهوة علي أبو زيد في الخرطوم إلى السنوات الأولى من القرن الماضي، وتوجد في المكان الذي تقع فيه الآن قهوة الصنايعية شرق القنصلية المصرية*، وكان صاحبها علي أبوزيد من الجهادية في قوات المهدية بقيادة عبد الرحمن النجومي التي أوكل لها فتح مصر، وظل بها هناك عدة سنوات وشهد فيها المقاهي المعروفة في مصر ، وعندما عاد إلى السودان بعد سنوات من الأسر، *قام بفتح هذه القهوة في سنة 1905م*، والعم علي أبوزيد ما زالت أسرته تقيم في الجريف غرب، وكانت *أول قهوة تقام في السودان*، روادها كانوا منذ القدم من الصنايعية والعاملين بالسوق العربي والعازبين.
{{ ومن أهم المقاهي أيضاً في الخرطوم، ( *قهوة الحلواني*) لصاحبها *لورد بيرون الحلواني*، وكانت عبارة عن قهوة وحلواني وبار، في الموقع الذي نشأ فيه *بنك المزارع بشارع عبد المنعم تقاطع الجمهورية*، أغلب روادها من الموظفين وأولاد الخرطوم *وأشهرهم الفنان حسن عطية والفنان حسن سليمان*، وكانت بالقهوة فرقة موسيقية تعزف أمسية كل سبت، وفي الحديقة المواجهة للقهوة مكان عالٍ للرقص، حيث أقيم الآن *البرلمان ومجلس تشريعي الخرطوم*، ومن رواد (قهوة الحلواني) *رحمي سليمان صاحب ورئيس تحرير صحيفة “الأخبار”، والمحامون و المثقفون* .
{{ *أكبر قهوة في الخرطوم بل في السودان كانت في المحطة الوسطى بالخرطوم*، وكانت تجمع كل ألوان الطيف السياسي، وتكونت بها معظم الأحزاب السياسية، وكانت ملتقى *يجتمع فيها الأصدقاء والشعراء والفنانون والمثقفون، وأيضاً كان يجلس بها الوزراء*، وكانت تفتح أبوابها من السادسة صباحاً حتى آواخر الليل *وأهم روادها بدر الدين مدثر أمين حزب البعث بالسودان آنذاك* .
*و(قهوة الإخلاص)* بتقاطع شارع عبد المنعم محمد مع شارع 21 أكتوبر، وكانت خاصة بأبناء المنطقة النوبية بالخرطوم .
*قهاوي الأجانب*
و تواصل الأستاذة الكاتبة *هالة نصر الله*، قائلة : كانت هنالك *مقاهي يديرها الأجانب خاصة الإغريق منهم والشوام* ونذكر منها *قهوة (شاكة)* وأسسها *ديمتري كريازي*، و *قهوة (خباز)* وكانت عبارة عن *مقاهي ومطاعم وبارات في آن واحد*، ومن المقاهي المشهورة أيضاً *قهوة (مرهج)* بشارع البرلمان في الركن الشمالي الشرقي لعمارة مرهج، وكان *روادها المثقفون وطلاب كلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم )، ومن أبرز روادها خليل فرح ومحمد أحمد المحجوب* .
{{ وفي عشرينيات القرن الماضي، نشأت *قهوة البرابرة (قهوة الشيشة)* بشارع عبد المنعم محمد مقابل الركن الشمالي الغربي لميدان السوق العربي، حيث تقوم الآن *عمارة الأمارات*، وأصحاب هذه القهوة من الحلفاويين الذين قدموا من مصر فصارت تقدم الشيشة، واشتهرت بها، وروادها كل أهل السودان خاصة أولاد الريف (المصريون) .
{{ *قهوة الزيبق* :
في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت هناك قهوة مشهورة في الخرطوم تسمى ( *قهوة الزيبق*) في *الركن الجنوبي الشرقي من عمارة الذهب*، وروادها أولاد الخرطوم وضواحيها، وصاحبها *عثمان الزيبق حفيد الملك بشير ملك الخندق*، وهنالك أيضاً ( *قهوة أبوشوشة*) *محلها الأول جوار نادي العمال* في مكانه القديم بالسوق الافرنجي شرق (قهوة خباز) في شارع يربط بين الجمهورية وشارع الزبير باشا، وروادها من الخرطوم، *وتحولت القهوة فيما بعد إلى محلات عابدين عوض الترزي المتخصص في ملابس الجيش* .
{{ وأيضاً هنالك ( *قهوة التجاني*) بميدان المحطة الوسطى بشارع الجمهورية والآن هي *محل (زين)*، ورحلت القهوة للعمارة الجديدة *شمال مدخل الجامع الكبير لكنها أغلقت في العهد المايوي* .
*قهاوي أم درمان*
أما مقاهي أمدرمان فأشهرها ( *قهوة شديد*)، وقهوة ( *ود الأغا*)، وهي *جزء من سوق الموية* في المنطقة من السينما الوطنية وحتى الجامع الكبير بأم درمان، و( *قهوة جورج مشرقي*)، وكانت مجالاً رحباً *للشعراء والفنانين والعازفين والمسرحيين* منذ أربعينيات القرن الماضي لقربها من (البوستة)، حيث بدأت الإذاعة السودانية بثها الأول .
و أيضاً ( *قهوة يوسف الفكي*)، وهي القهوة الأكثر رقياً، وكان يرتادها *كبار الموظفين والمثقفين*، وكل هذه المقاهي تقع في نطاق *سوق الموية بأم درمان ولقربها من نادي الخريجين* كانت تنتقل إليها المساجلات والمناقشات والمناظرات السياسية، *وكانت تبدأ منها المظاهرات ضد الحكم الاستعماري*، وكانت الرقابة البوليسية بهذه المقاهي شديدة خاصة في عهد نوفمبر *(عبود) ومايو (نميري)*، *ولم يحتمل جعفر نميري التقاء الناس بهذه المقاهي ومناقشاتهم فعمل على وقفها وإغلاقها*، رغم أن المستعمر لم يفعل ذلك .
*قهاوي بحري*
وعن مقاهي مدينة بحري كانت بها *قهوة واحدة مشهورة وهي( قهوة همت) قرب البوستة القديمة*، وكانت هناك مقاهي في السوق متفرقة مثل ( *قهوة السليماني*) التي نشأت في النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، وكانت من المقاهي الجميلة ملحق بها مطعم وحلواني *وأغلقت بأمر من حكومة مايو (نميري)*، لأن بها مناقشات ضد الحكومة .
الآن انتهت القهاوي، وجاءت ظاهرة (ستات الشاي) ، والجنبات و الكافيهات، ومقاهي الفنادق والمطاعم الكبرى في الخرطوم . }}
( *بإختصار و تصرف عن مقالة الصُحافية هالة نصر الله* ) .
*أتني.. المقهى الذي لم يتبقَّ منه سوى اسمه*
يحكي عنه الكاتب *محمد المصطفى جامع* ، إذ يقول :
{{مقهى أتني، أو أثني كما يسمّيه البعض، كان أشهر مقاهي السودان على الإطلاق، فهو *يقع في قلب الخرطوم بمنطقة السوق الإفرنجي*، كما شكّل ملتقى السودانيين بكافة أطيافهم السياسية، وكان يجتمع فيه الأجانب والمثقفون والشعراء والسياسيون، فتميّز عن غيره من المقاهي بالطابع الأرستقراطي الذي اشتهر به، والطريقة الخاصة لخدمة الزوار فيه، حيث يقدَّم فيه مأكولات غربية، وأنواع جديدة من الطعام وسندويشات المرتديلا والهوت دوغ، التي لم تكن معروفة لعامة السودانيين في فترة الستينيات والسبعينيات .
*سُمّي مقهى أتني بهذا الاسم على العاصمة اليونانية أثينا*، إذ كان يملكه ويديره مواطن يوناني يُدعى *جورج فالفس* أنشأه في عهد الاستعمار الإنجليزي، وصمد إلى نهاية الثمانينيات، حيث لم يتبقَّ منه حاليًّا سوى الاسم والشهرة السابقة، فيما احتفظت الساحة المقابلة له باسم أتني، وصارت الساحة متنفَّسًاً للمثقفين والنشطاء السياسيين خلال السنوات الأخيرة من عهد نظام البشير .
*مقهى مهدي حامد*
*يقع مقهى مهدي حامد في ميدان البوستة الشهير في أمدرمان من الجنوب، والشارع الذى يؤدّي الى سوق الصياغ من الناحيه الغربية*، يجاورها حلواني شهير من الناحية الغربية، كان يقدِّم منتجاته من الحلويات المتنوِّعة لرواد المقهى في أوانٍ جميلة.
كان يمتلئ مقهى مهدي يوميًّا بكل أنواع الناس، حيث تضجُّ بالفنانين والشعراء الذين يتجمعون فيها قبل الانطلاق إلى الحفلات كنقطة تلاقٍ.. ومن روادها فنان مدينة ود مدني *عوض الجاك، وميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة*، كما كان المقهى ملاذًا لشعراء المديح النبوي ومنشديه مثل *إبراهيم عبد الجليل ورفاقه*.
الزائر لمقهى حامد في تلك الأيام كان يجد أركانًا متنوِّعة للنقاش والتفاكُر، ركن تجدُ فيه أفذاذًا من مبدعي ذلك الزمان يتسامرون ويتناقشون، وتجد فيه السياسيين بمختلف توجُّهاتهم الحزبية، كما تجد الأدباء والكتّاب وتجد أيضًا الرياضيين.
النقاشات والحوارات التي كانت تدور بين رواد مقهى مهدي حامد وغيره، *أسهمت بصورة كبيرة في زيادة الوعي وإثراء المعلومات لكثير من الناس*، فقد كانت المقاهي قِبلةً لكل فئات المجتمع من العامل البسيط إلى كبار الأدباء والسياسيين .
من أبرز المقاهي الحديثة التي ظهرت في الخرطوم *مقهى إيزيس، المملوك للناشطة النسوية المعروفة وئام شوقي*، وهي فتاة سودانية عادت لبلدها منذ 10 سنوات، وبحثًا عن حلمها بحياة ثقافية في بلدها أسَّست عام 2018 مقهى ثقافيًّا بالخرطوم بمساعدة أسرتها الصغيرة، ووفّرت لرواده الكتب والموسيقى متحديةً عقبات المجتمع الذي وصفها بـ"ست الشاي" التي تسهر الليل الطويل .
أنشأت وئام المقهى الذي يقع في *شارع أوماك، أحد شوارع الخرطوم النابضة، متأثِّرةً بحكايات الخرطوم القديمة التي كان يحكيها لها والدها عن المقاهي المنتشرة حتى بداية السبعينيات، وكيف كانت تشكِّل دورًا كبيرًا في الحراك الثقافي والتوعوي، ويتميز مقهى إيزيس بتقديم المشروبات الساخنة مع عزف موسيقى سودانية وأداء بعض الأغنيات من الشباب، كما ينفرد المقهى بوجود مكتبة متكاملة للراغبين في القراءة والاطِّلاع*.
و في حي الرياض بالخرطوم ، وبشارع الجزار تحديدًا، *مقهى سول* الذي يفضّله *أصحاب الأعمال، والراغبين في قضاء وقت هادئ نظرًا إلى الأجواء المريحة التي يتميّز بها*، فأصحاب مقهى سول يحرصون على الهدوء التام، ويقدِّمون للزبائن أفضل المشروبات الساخنة والباردة، خاصة القهوة الإيطالية بكل أنواعها، إسبرسو ومكياتو وكابتشينو ولاتيه وغيرها، كما يقدِّم العصائر الطازجة مثل الفراولة والمانغو والبرتقال.
غير بعيد من مقهى سول، يوجد *نتفليكس كافيه في شارع المشتل*، وعلى النقيض من الهدوء الذي يتميّز به مقهى سول، *يُعرَف نتفليكس بالموسيقى الغربية الصاخبة، بالإضافة إلى تقديم الشيشة والمشروبات على الطريقة الأمريكية*، ورغم أن الصخب قد لا يفضّله البعض، فإنه يجد إقبالًا كثيفًا خاصة من الشباب من الجنسَين، لدرجة يصعب معها إيجاد مقعد للجلوس في المحل خاصة في ساعات المساء .
نخلص إلى أن *المقاهي الجديدة التي تكاثرت مؤخرًا في العاصمة السودانية*، أصبحت تمثّل الملتقى المفضَّل والحضن الدافئ *لجيل الشباب المعاصر*، فهذه المقاهي تجمعهم للترفيه ولتبادُل الأفكار والآراء في همومهم الخاصة والعامة }} .
و في سياق آخر كتب الاديب أحمد ابو درويش :
{{ *لعبت المقاهي دورًا كبيرًا في إثراء الحراك الأدبي في الوطن العربي خلال القرن العشرين، فمنها بزغت عشرات الحركات الأدبية، واكتلمت مواهب عدد كبير من الشباب الذي أثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات الإبداعية، بل كان المقهى أنيس المبدع وصديقه المقرب، حين يجلس وحده ساهمًا يفكر وهو يمسك بيده «لَيّ الأرجيلة»*.
و إذا كنا سنتحدث عن علاقة المقاهي بالمبدعين في المنطقة العربية، فلا بد من ذكر العلاقة الخاصة التي جمعت محفوظ بالمقهى، لا سيما أن بعض رواياته حمل أسماء مقاهٍ تَعَلَّق قلب محفوظ بها، مثل «الكرنك» و«قشتمر» و«زقاق المدق»، وبعضها خلدها في أعماله، بل دارت أحداث كثير من الروايات بين كراسي المقاهي و«كركرة الشيشة».
*كان المقهى بالنسبة إلى محفوظ عالمًا كاملًا، فيه الخير والشر والمكيدة والرحمة والبغاء والإحسان والحب والبغض والمنافسة. دنيا كاملة، نابضة بالحياة. ورواية مثل «الكرنك» مَثَّل المقهى نقطة الانبعاث الحقيقية لفكرتها* .
*يروي الغيطاني* أن أحد أهم الروايات التي كتبها نجيب محفوظ، « *الكرنك*»، واتته فكرتها في المقهى، *حين رأى «حمزة البسيوني» (قائد السجن الحربي، قبل أن يعزله جمال عبدالناصر ويحاكمه) يدخل المقهى في خشوع وانكسار دون حرس*.
لم يكن محفوظ آخر الأدباء في التأثر بالمقهى، بل تأثر به كثير من «الحرافيش» محبيه، ومن ذلك ما كتبه *الشاعر والمسرحي نجيب سرور* في ديوانه الذي أسماه « *بروتوكولات حكماء ريش*»، و« *ريش» مقهى كان يرتاده المثقفون والأدباء وأرباب الفنون*.
في القصيدة، يوجِّه سرور *نقدًا لاذعًا وساخرًا إلى الطبقة المثقفة في مصر*، وبعضٍ من مدَّعي الثقافة، وينتقل منهم إلى نقد المجتمع، وكل ذلك *من خلال مقهى «ريش»، الذي يتخيَّل أنه أصبح مجتمعًا كاملًا له حكماء وبروتوكولات*.
وفي كتاب « *الجلسات المحفوظية*»، يكشف *نجيب محفوظ سر تعلقه بالمقهى*، فيقول إنه « *المكان الذي كنت ألتقي فيه بأصدقائي الخصوصيين، وبعد ذلك مكان التقاء المثقفين والأدباء بعد أن اشتغلت بالأدب. وأيضًا المكان الذي قد أجلس فيه لأتأمل من يمرون في الشارع أمامي، وفي بعض الأحيان المكان الذي كنت أدخن فيه الشيشة، التي لا أستطيع تدخينها في المنزل. وقد كان بإمكاني أن أمكث مع الشيشة يومًا بأكمله. ففي الحالة الأولى كان رفيقي في المقهى هم الأصدقاء، وفي الحالة الثانية كان الأدباء، وفي الحالة الثالثة كان المارة في الشارع، وفي الحالة الرابعة كانت الشيشة. وفي بعض الأحيان كانوا يجتمعون في جلسة واحدة*» .. }} .
*ومن أشهر المقاهي في الوطن العربي:*
1 *مقهى النوفرة، دمشق القديمة*: يتجاوز عمره الـ 500 عام. من زوار المقهى: شوقي بغدادي- محمد الحريري.
2 *مقهى الفيشاوي*، القاهرة: يتجاوز عمره الـ 200 عام. من زواره: جمال عبدالناصر- نجيب محفوظ - جان بول سارتر- سيمون دي بوفوار.
3 *مقهى الزهاوي، بغداد*: تأسس عام 1917. من زواره: معروف الرصافي، الجواهري.
4 *مقهى فرنسا، مراكش*: يعود إلى عام 1915. من زواره: ونستون تشرشل - جورج أورويل - الفريد هتشكوك.
5 *مقهى الهموز، نابلس*: تأسس عام 1892. من زواره: أم كلثوم، فريد الأطرش، أسمهان.
6 *مقهى الحافة، طنجة*: تأسس عام 1921. من زواره: كوفي عنان، محمد شكري، الكاتب الأمريكي بول بولز.
7 *مقهى الشابندر، بغداد*: تأسس عام 1917. من زواره: الملك فيصل، الجواهري، الرصافي.
*من أشهر المقاهي في العالم :*
*مقهى أينشتاين*
من أهم الأماكن في برلين. يقع هذا المقهى الشهير في ﭭيلا كانت سابقاً موقعاً لكازينو, وقد تم تجديد مقهى أينشتاين علي طراز المقاهي التقليدية في ﭭيينا ليتم إعادة افتتاحه في عام 1996 .
*مقهى دي فلوري*
تم افتتاحه عام 1890 تقريبا, يقع مقهى دي فلوري في منطقة فريدة من نوعها في حي (Saint-Germain-Des-Prés) المميز *في باريس*. منذ أوائل القرن العشرين, كان مقهى دي فلوري *ملتقي الكتاب والمثقفين والرسامين والناشرين وصناع الأفلام*. ومن الزائرين الذين اعتادوا التردد على المقهى *ابولينبر, جون بول سارتر, سايمون دي بوفوار, جياكوميتي, هيمينجواي, وبيكاسو*. وقد تم تجديد المقهى في الفترة ما بين عامي 1924 و1926.
*مقهى بروكوب*
اقدم مقهى في باريس, ويقع *في قلب الحي اللاتيني*. وتم انشاؤه عام 1686, *ويقال أنه أقدم مقهى علي مستوي العالم*. وعلى الرغم من بدايته الغامضة، إلا أنه *تطور ليصبح ملتقى مثقفي القرن الثامن عشر, مثل فولتير وبينجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون. وكان الكسندر فون همبولد وجورج ساند من أشهر المترددين على هذا المقهى في القرن التاسع عشر*. وقد تم تجديد مقهى بروكوب عام 1989 علي طراز القرن الثامن عشر .
*مقهى جريكو*
استحق مقهى جريكو بالفعل أن يكون *مقراً لجوته، ﭭاجنر، ميندلسون، ستندال، ليزست، وكازانوﭭا* - يالها من مجموعة! إنه يقع على بعد خطوات من *المدرجات الإسبانية* (Spanish Steps) وتم افتتاحه في عام 1760. وعندما كان جوته يسافر عبر روما في عام 1786، اعتاد أن يستمتع بقهوته هناك، حيث كان الجو العام في مقهى جريكو يمثل إلهاماً كبيراً للكثيرين، ومن يومها وهو المكان المفضل للمبدعين.
*مقهى هافيلكا*
يعد مقهى هاﭭيلكا *واحداً من المقاهي التقليدية القليلة الباقية في وسط أوروبا*. وقد اعتاد التردد عليه كثيرٌ من *الكتاب والفنانين مثل فريدينشريخ هانديرتوازير، إيرنست فوخس، هيلموت كوالتينجر، أوسكار ويرنر، نيكولاس هارنونكورت، جورج دانزر، وأندريه هيلير*. ويتمتع هذا المقهى، الذي *يقع في مركز مدينة ﭭيينا*، بجو فني مميز، مما جعله مفضلاً لدى السياح وسكان المدينة على حدٍ سواء.
*مقهى سنترال*
تم افتتاح مقهى سنترال *في عام 1860، وأصبح الموقع المفضل للقاء نخبة المفكرين في ﭭيينا، ومنهم هوغو ﭭون هوفمنستال، أنطون كو، وأدولف لوس. وحتى عام 1938 كان هذا المقهى يعرف باسم " مدرسة الشطرنج*" لأن الكثيرين من لاعبي الشطرنج اعتادوا التردد عليه، ومنهم الثوري *الروسي ليو تروتزكي*. وبعد إعادة تجديد المقهى بالكامل في عام 1986، استمرت شهرته الكبيرة، وخاصةً لدى السياح الذين يزورون *فيينا* .
*مقهى نيويورك*
مع مطلع القرن العشرين، *كانت بودابست تضم أكثر من 500 مقهى، وكان من بينها أقدم مقاهي العاصمة المجرية وهو مقهى نيويورك*، الذي تعود بدايته إلى عام 1894. ومثله كمثل غالبية تلك المقاهي، تعرض مقهى نيويورك للدمار أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن أعيد افتتاحه في مايو 2006 بنفس بهائه القديم ومع وجود شرفة خارجية رائعة، ومصابيح دائرية فريدة وأسقف مزينة باللوحات الجبصية .
مع تحياتي ،،،
محمد الطيب عابدين