وقالت مصادر متطابقة، إن قوات الدعم السريع بدأت الترتيب لتصعيد العمليات العسكرية في الفاشر ضد الجيش السوداني والذي ما زال يسيطر على مقر قيادته بالفرقة السادسة داخل المدينة.
وأشارت إلى أن هناك رأي سائد ، وسط الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا في السودان، بشأن ضرورة إخلاء الجيش السوداني لمدينة الفاشر لأجل تجنيب المدينة المواجهات العسكرية مع الدعم السريع.
وذكرت المصادر أن هذا الرأي يجد معارضة كبيرة من قيادات الحركات التي أعلنت مسبقا مساندتها للجيش في وقت سابق، وهي مني أركو مناوي، (حاكم إقليم دارفور) ورئيس حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، ووزير المالية، ورئيس حركة العدل والمساواة، بينما يؤيد عدد من هذه القيادات العسكرية قرار خروج الجيش من مدينة الفاشر.
واضح لجنرال جمعة حقار، القائد العام لجيش الحركة التي يقودها حاكم إقليم دارفور،قد وصل إلى مدينة الفاشر، قبل يومين، قادمًا من العاصمة التشادية(انجمينا) برفقة كل من الطاهر حجر والهادي ادريس ، وسليمان صندل، ونمر عبدالرحمن، وهم من القيادات الرافضة للحرب؛ ما جعل القائد الأعلى للجيش “البرهان” يقيل بعضهم من مناصبهم التي شغلوها بعد اتفاقية السلام.
وتوقع المصدر حدوث انقسام وشيك وسط الحركات المسلحة المساندة للجيش، لجهة أن قياداتها العسكرية في الميدان ترفض الحرب على خلاف القيادات السياسية التي كانت قد أعلنت الاصطفاف مع الجيش في القتال ضد قوات الدعم السريع.
ويقود الهادي إدريس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، ويرأس الطاهر حجر، حركة تجمع قوى تحرير السودان، فيما يرأس سليمان صندل، حركة العدل والمساواة المنشقة عن الحركة و التي يقودها جبريل إبراهيم، وهي من المكونات الرئيسة للجبهة الثورية التي قد وقعت اتفاق جوبا للسلام في السودان أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2020 مع الحكومة الانتقالية وقتها برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك.
وتحتضن مدينة الفاشر مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، وهي الوحيدة المتبقية من أصل 5 فرق عسكرية في إقليم دارفور، بعد أن سقطت الـ4 الأخريات في كل من “نيالا وزالنجي والجنينة والضعين”، على يد قوات الدعم السريع.
وتاريخيًّا تعتبر مدينة “الفاشر” الأقدم ومركز الحضارة لإقليم دارفور، وذلك منذ عهد السلطنة بقيادة السلطان علي دينار، وتقطنها قبائل كثيرة ومختلفة، بيد أن قبيلتي “الزغاوة والفور” الأفريقيتين، هما الأكثر عددًا في المدينة، كما إن جميع قادة الحركات المسلحة ينتمون لهاتين القبيلتين.